Haddad, Bouchouareb: stratégie du pillage de l'Algérie, ستراتيجية نهب الجزائر

Publié le par M.L.A Guendouz, محمد العيد أنس قندوز

Haddad, Bouchouareb: stratégie du pillage de l'Algérie, ستراتيجية نهب الجزائر

5013

الأرقام المهولة التي تكشف عنها التّقارير الدّولية والوطنية، عن حجم تهريب الأموال إلى الخارج سواء عبر مكاتب الدّراسات الوهمية أم عن طريق التّضخيم في فواتير الاستيراد، تؤكد أن حال الفقر التي يعيشها الجزائريون يقف وراءها بارونات تهريب للعملة الصعبة يحظون بمستوى عال من الحماية تسمح لهم بتهريب الملايير من دون رقيب أو حسيب.

في سنتي 2013 و2014 تم تهريب ما يفوق 15 مليار دولار إلى الخارج، عبر عمليات تضخيم فواتير الاستيراد، وهو ما كشف عنه تقرير منظمة النزاهة المالية العالمية، ما يرقى إلى مستوى الكارثة الوطنية التي يفترض أن تسقط معها رؤوس كبيرة متورطة في تسهيل هذا النّهب المبرمج لقوت الجزائريين.

رقم آخر لا يقل غرابة، هو حصيلة عمل مكاتب الدراسات الأجنبية في الجزائر، والتي أصبحت نافذة رسمية لتهريب الأموال إلى الخارج، حسب ما كشفه رئيس المجلس الوطني لهيئة المهندسين المعماريين الذي أكد أنه اطلع على تقارير للجنة المالية تشير إلى تهريب ما يزيد عن 35 مليار دولار خلال 15 سنة !

واليوم، وقد وقع الفأس في الرّأس وتراجعت أسعار البترول، وبدأت الحكومة تمدّ يدها إلى جيب المواطن بعد أن امتدت إلى صندوق ضبط الإيرادات، ألم يحن الأوان ليعرف الجزائريون من هؤلاء الذين نهبوا أموالهم وهرّبوها إلى الخارج؟ أم إن الجميع كان متواطئا في العملية من خلال تفضيل الأجنبي على الجزائري؟

هي استراتيجية النّهب التي شارك فيها الجميع، وسيدفع ثمنها المواطن البسيط الذي فاته قطار الثّراء ولم يسعفه حظه في الحصول على نصيبه من الكعكة التي اقتسمها كبار اللّصوص ورموا ببعض الفتات إلى المواطن على شكل تحويلات اجتماعية أو قروض للتشغيل أو غيرها.

ليت التعليمات التي وجّهتها الحكومة خلال الأيام الأخيرة إلى مختلف القطاعات الوزارية بإعطاء الأولوية للإنتاج الوطني والمتعامل الوطني، كانت قبل حدوث عمليات النهب وتهريب الأموال إلى الخارج، لكنها جاءت في الوقت بدل الضّائع، ما يجعل أثرها محدودا لأنها جاءت بعد تحطيم كل ما هو إنتاج وطني لصالح الأجنبي.

لقد أصبح الجزء القليل من الأموال المنهوبة التي بقيت في الجزائر ولم تُهرّب إلى الخارج مكسبا وطنيا، وأصبح ناهبو المال العام من الأثرياء الجدد، يفتخرون بوطنيتهم التي جعلتهم يُبقون على أموالهم في الجزائر ولم يهرّبوها إلى الخارج، وكل ذلك يحدث في بلد الغرائب الذي يوصف بالقوة الإقليمية!!

Commenter cet article